كيف نواجه الطوارئ الصحية الصيفية؟

 

خلق الله الإنسان بمقدرة عظيمة علي تنظيم درجة حرارة جسمه، وهذا التنظيم يعتمد على معادلة بين درجة الحرارة المتولدة في داخل الجسم وقدرة الجسم على التخلص من الحرارة الزائدة عن طريق تبخر العرق من الجلد، الإشعاع، النقل الحراري، وجزء بسيط عن طريق البول والبراز. وقد يضطرب هذا التنظيم الدقيق إذا ارتفعت درجة الحرارة الخارجية بنسبة كبيرة وازدادت الرطوبة التي تقلل من فعالية العرق في خفض درجة حرارة الجسم.

وفي هذه الظروف قد يتعرض الإنسان لبعض الطوارئ الصحية الصيفية وفي مقدمتها ضربات الشمس والنزيف الأنفي والتسمم الغذائي وغيرها.

ضربة الشمس:

وهي حالة نادرة ولكنها خطيرة يمكن أن تحدث لأي شخص يظل في طقس حار رطب لفترة طويلة جدا حيث يفشل العرق في تبريد الجسم ويتوقف مركز تنظيم الحرارة بالمخ مؤقتا عن العمل، فترتفع درجة حرارة الجسم إلى درجات خطيرة حوالي 40 درجة مئوية أو أكثر، وهذه حالة طوارئ حقيقية ولا بد أن يعالج المصاب بسرعة أو يتعرض للوفاة.

الأعراض:

انعدام العرق مع جفاف الجلد و سخونته واحمراره.

صداع شديد جدا في الرأس مع شعور بالدوار وغثيان وقيء.

شعور متزايد بالارتباك والهذيان ينتهي بفقد الوعي ثم الوفاة إذا لم يسعف المصاب بسرعة.

 

 

 

 

 

 

الإسعاف:

 

تبريد المصاب بأسرع ما يمكن وبأي وسيله متاحة لدينا والطريقة المثلي هي خلع ملابسه ولفه في ملاءة رطبة ونقله إلى مكان بارد مكيف مع التهوية على وجهه بمروحة كبيرة مع ترطيب جسمه بالماء بصورة مستمرة وتقاس درجة حرارته كل خمس دقائق وعندما تنخفض درجة حرارته إلى 38 درجه يتم تغطيته بملاءة جافة في حجرة باردة مع الاستمرار في تهويته وإذا ارتفعت درجة حرارته مرة أخرى يتم إعادة التبريد ويستدعى الإسعاف فورا، وإذا كان فاقدا الوعي يوضع في وضع الإفاقة مع الاستمرار في التبريد حتى يحضر الإسعاف الطبي.

 

ضربة الحر - الإعياء الحراري:

 

وهي صوره شبيه ولكن أخف حده من ضربة الشمس و تحدث نتيجة فقد كميه كبيرة من سوائل الجسم عن طريق العرق لطول المكوث في مكان عالي الحرارة كالتعرض لحرارة الشمس غير المباشرة أو العمل بالقرب من آلات ذات إشعاع حراري عالي لمدة طويلة.

الأعراض:

المصاب بالإعياء الحراري يكون إفراز العرق مازال مستمرا ويشكو من الإجهاد أو التعب الشديد مع صداع و دوخه وغثيان ويكون الجلد رطب وحرارة الجسم طبيعية أو عالية قليلا وإذا لم ينقل المصاب من هذا المكان قد يصاب بالغيبوبة.

 

الإسعاف:

وضع المصاب في مكان بارد مع تناول الكثير من السوائل الباردة.

التقلص العضلي:

قد يحدث تقلص عضلي مؤلم للعاملين في أجواء حارة مع أخذهم كميات كبيرة من الماء ولكن لا يتناولوا كمية ملح الطعام المطلوبة لأجسامهم والتي فقدت مع العرق.ويحدث التقلص عادة في العضلات المجهدة أثناء أو بعد العمل.

الإسعاف:

وضع المصاب في مكان بارد مع تناول بعض السوائل المالحة كعصير الطماطم عليه قليل من الملح.

الطفح الجلدي:

ويحدث نتيجة العمل في الجو الحار ذو الرطوبة العالية مما يؤدي إلى التصاق العرق بالجلد وانسداد مسام الجلد مما يؤدي إلى ظهور الطفح الجلدي.

 

ولتجنب ضربات الشمس والتأثيرات الحرارية السالفة الذكر ينصح باتباع الآتي:

 

بالنسبة لجو العمل:

ا- تجنب العمل تحت أشعة الشمس المباشرة عندما يكون الجو حارا قدر الإمكان والتركيز علي إتمام العمل في الأوقات الباردة نسبيا كالصباح الباكر وبعد غروب الشمس.

ب- يجب أن يكون هناك أماكن باردة للراحة وتناول الطعام في أماكن العمل أثناء الصيف مع توفير الماء البارد في أماكن متفرقة في محيط العمل.

ج- وضع شفاطات هواء قويه في الأماكن شديدة الحرارة لسحب الحرارة أو البخار الساخن من جو العمل.

د- عزل أو إغلاق الآلات المشعة للحرارة العالية مع وضع مراوح هواء قوية في أماكن متفرقة للمساعدة علي تبخر العرق وتحريك الهواء.

ذ- التأقلم الحراري للعمال الجدد وذلك عن طريق السماح لهم بالعمل لأوقات قصيرة في درجات الحرارة العالية تزداد تدريجيا علي مدار 5-7 أيام.

بالنسبة للعامل:

أ- تعويض الجسم بالماء الذي يفقده عن طريق شرب كمية كافية من الماء البارد على فترات متقاربة حتى لو لم يكن هناك إحساس بالعطش.

ب- الحرص علي تناول كميات كافية من الملح في الطعام لتجنب التقلص العضلي.

ج- الاستحمام اكثر من مرة في الأيام شديدة الرطوبة بالماء والصابون فالماء وحده لا يكفي وذلك للوقاية من الطفح الجلدي.

د- لبس الملابس القطنية الخفيفة، تغطية الرأس أو استخدام المظلات الفردية مع تجنب أكل وجبات الطعام الثقيلة

طوارئ الأنف والأذن:

نزيف الأنف صيفا من أكثر طوارئ الأنف شيوعا ، ويحدث نتيجة الحر خاصة في الأطفال، وهو يصيب من لديهم استعداد شخصي لذلك، ويجب أن يكون هؤلاء على وعي بضرورة تجنب الحر قدر الإمكان أثناء المصيف أو غيره.

وعند حدوثه ينصح بما يلي:

اجعل المريض يضع رأسه فوق حوض أو آنية موضوعة علي منضدة بحيث يستطيع أن يريح مرفقيه.

اطلب منه أن يميل بجسمه للأمام ورأسه لأسفل ويضغط على فتحتي الأنف ليغلقهما تماما، ويستمر في الضغط لعشر دقائق مع وضع كيس به ثلج علي الأنف والتنفس يكون من الفم فقط ويقوم بإخراج أي دم يتجمع في الحلق.إذا استمر النزيف بعد عشر دقائق كرر المحاولة ، ويعرض الأمر على الطبيب فورا إذا لم يتوقف النزيف.

تنبيه:

لا يسمح للمصاب أن يتنفس أو ينفخ من أنفه لعدة ساعات ، ولا تجعله يميل بالرأس لأعلى أو للخلف حتى لا ينساب الدم النازف للخلف إلى الحلق فيضطر المصاب لبلع الدم.

التسمم بالأغذية الفاسدة:

يساعد الجو الحار علي سرعة فساد الأغذية نظرا لازدياد نشاط تكاثر البكتريا, والأغذية الفاسدة هي المحتوية على بعض المواد السامة بفعل البكتريا والتي تؤثر في الجسم بشدة، وتظهر أعراض التسمم الغذائي بعد تناول الغذاء ببضع ساعات على مجموعة من الأشخاص الذين تناولوا الغذاء معا ومن مظاهرها القيء والإسهال والمغص وارتفاع درجة الحرارة.